خربشه في الذات
بقلم : مجدي جاد
نحن بحاجة إلى إصلاح من الداخل أم إصلاح من الخارج سؤال يطرح نفسه كل لحظه وندق به ناقوس الخطر الداهم علينا فهذا البلد الطيب لابد ان يقوي علي ما يحاك له في كل مكان وزمان… والجواب من وجهه نظري الشخصيه: إننا بحاجة إلى كلاهما معا الأول يمكن أن نقوم به بمفردنا على اعتباره قائما على فلسفة إصلاحية ذاتية يعتمد فيها الشخص علي نفسه اعتمادا كليا ليخرج من واديه الضيق الي البراح الاوسع لتعظيم الدور المنوط به لاحداث نقله تنويريه اصبحنا نحتاج اليها في هذه الأونه حتي لانتهالك وتضيع هويتنا ونجد مصرنا في مرمي النيران الصديقه وغيرها وقد رأينا ما يقوله العرب عن مصر بسبب اشخاص باهته الالوان تعتلي المنابر الاعلاميه فكانت كالنار التي اكلت الاخضر واليابس، والثاني يمكن أن يقوم به طرف آخر واحدا كان أو أكثر سواء عن طريق التنوير او الارشاد أو النصح وهنا سأطلق اللوم علي الفئه المثقفه واحملهم المسؤليه كامله فهذا المجتمع لا يبني ببعدهم عنه واختيار الافضل لانفسهم فقد فلن يطول التمتع بذلك فسينعكس تدهور المجتمع عليهم بعد فتره قصيره كما يحدث الان وفي النهايه نلقي اللوم علي الدوله والتي في النهايه هي مجموعه من الافراد كي ينجحوا لابد ان يؤدي كل فرد فيهم دوره علي اكمل وجه . وعلي راسها هذا المثقف الذي رحل ليعمل بذاته لذاته ، فإصلاح الذات وتطويرها وجوبي لكي يترسخ ويكتسب قوة أكثر…و ينبغي أن يدعم بشكل صائب من الفئه المنوطه بذلك، فلا يمكننا إقامة جدار عازل بيننا وبين من حولنا فتفقد الدوله اهم مافيها الا وهي اللحمه الوطنيه التي ينبثق منها التفاعل الصائب بجميع طوائف المجتمع كي يتفاعل وينجح وتستمر الحياه، ولو أن نستقي مما يقدموه لنا من حكمة راجحة على سبيل العظة والاستئناس لا التقليد الأعمى. ومن هذا كله يتبين أن فلسفة إصلاح الذات وتطويرها تقوم على شقين: أولهما داخلي وثانيهما خارجي.
ونشير في هذا السياق إلى أن فلسفة إصلاح الذات المطلوبة يُفترض أن تتعامل مع النفس بشفافية وترتكز أولا على إصلاح ما هو معطوب داخليا ثم يليه مكافحة الفساد الذي يداهمها من الخارج، لتسهل فيما بعد عملية تطوير الذات وإمكانياتها ومهاراتها التي تمكن من استدراك العيوب والنقائص ومعالجة مكامن الضعف والخلل، فتقويم ما طرأ من اعوجاج وسقم في الذات يتطلب خطوات مدروسة ومتكاملة تقدم لتغيير شامل وإصلاح تام ينهض بها نحو الأفضل، وهذا ما توفره بالتحديد فلسفة إصلاح الذات وتطويرها، وبدونها تظل الأمور مجرد خبطات عشوائيه وتصرفات ارتجالية.
وفي الأخير يلزم إدراك أن أصل صلاح النفس امتلاكها لمنظومة قيم أخلاقية متينة وفعالة، لهذا اقترنت فكرة إصلاح الذات وتطويرها بوجود فلسفة خاصة من خلالها يتم إعادة النظر إلى النفس البشرية لتقويمها وعلاج ما بها لكي تصبح قيمها الذاتية قادرة على التكيف مع الظروف الحياتية القاسية ومع كل الأحوال المعيشية الممكنة ومواكبة جميع ما تواجهه من مخاطر ومواقف عصيبة. إن محاولة تحسين وضع ذواتنا يستدعي عدم الركون إلى العجز والضعف والاعتذار بمحنة ما أو بمصيبة من مصائب الدهر أو بإعاقة خلقية، إذ ليس هنالك شيء أسوء من الاستسلام وإعلان الهزيمة النفسية، فلابد من بذل الجهد تلو الجهد وخلق البدائل لا إتباع نهج فلسفي إصلاحي واحد، فلربما يكون عقيما وأنت لا تقوم إلا باجتراره بلا جدوى.فمصر تحتاج كل شريف…