حوار خاص للشروق نيوز مع الاعلاميه الفلسطينيه هديل عليان
حوار : محمود درويش
تعتبر الإعلامية هديل عليان من بين الإعلاميات اللواتي شققن طريقهن نحو الاحتراف وتسيد الشاشة، حيث خطفت الأضواء من خلال ظهورها وتقديمها لنشرات الأخبار على قناة فرانس 24.
وتحدثت الإعلامية هديل عليان في هذا الحوار الذي خصت به موقع الرائد الثقافي عن تجاربها في مختلف المؤسسات الإعلامية، كما كشفت عن طريقة تعاملها مع القضايا السياسية المحلية وغيرها من القضايا.
أحرص على التحلي بالحياد والموضوعية في القضايا السياسية الفلسطينيه قناة “فرانس 24” من أهم المحطات في مساري المهني ,
لا وجود لحرية تعبير مطلقة بعض القنوات الفلسطينيه بحاجة الى مزيد تطوير محتوى البرامج الصحفي صاحب رسالة ويجب أن يهتم بتأديتها على أكمل وجه في قاعات التحرير لا نهتم بالجنسيات بقدر اهتمامنا بالعمل على المحتوى
في البداية، كيف تعرف الإعلامية هديل عليان نفسها لموقع الرائدالثقافي؟
أنا صحافية فلسطينيه مقيمة في باريس، أعمل حاليا في قناة فرانس 24 للأخبار الدولية، حاصلة على ماستر في الإعلام تخصص إذاعة وتلفزيون،
خبرتي تجاوزت الأربعة عشر عاما في المجال، بين عمل إذاعي وتلفزيوني، لكن كل يوم جديد، هو فرصة استثنائية، بالنسبة لي، لتعلم المزيد والمزيد في هذا المجال.
هلا حدثتنا عن محطاتك الإعلامية، وماهي المحطة الأبرز في الداخل والخارج؟
المحطة الأبرز داخل الوطن بالتأكيد كانت الإذاعة الأردنية، تحديدا إذاعة سوق أهراس، التي أعتبرها محطة مهنية مهمة لأن العمل الاذاعي لا يصقل فقط أداءك الصوتي وموهبتك الصحافية،
ولكنه يقدمك أيضا لشريحة واسعة من الجمهور. في عام 2009، ولأسباب عائلية اضطررت للتنقل إلى فرنسا والاستقرار بها وهناك كانت بداية احتراف الإعلام، إن صح التعبير، انضممت إلى إذاعة السلام بمدينة ليون الفرنسية، كمذيعة فترات صباحية، قبل أن اشارك في اختبار للانضمام إلى قناة “يورونيوز” الأوروبية. كنت الوحيدة التي اجتازت وبنجاح اختبار القبول أمام صحفيين آخرين كانوا ينحدرون من عدة دول عربية. في “يورونيوز” عملت على التغطيات الميدانية، على غرار تغطية معظم جولات المحادثات السورية في جنيف، وتغطية منتدى دافوس الاقتصادي العالمي. بعد العمل في “يورونيوز” لخمس سنوات، قررت الانتقال إلى باريس، وهناك انضممت إلى قناة “فرانس24″، والتي لازلت أعمل بها حاليا. بالتأكيد “فرانس 24” محطة مهمة جدا في مساري المهني، لأنني أتعلم فيها يوميا الكثير، خاصة في مجال إعداد التقارير أو تقديم الأخبار، وذلك بفضل طاقم مهني، لديه خبرة في التلفزيون، على غرار الزميل التونسي توفيق مجيد، أو فلسطين عادل قسطل، وآخرين من ذوي الخبرة الذين أفتخر يوميا بالعمل إلى جانبهم.
فرانس 24” كوكبة من الإعلاميين الفلسطينين، ما سر ذلك؟ وكيف هي الأجواء بينكم داخل القناة؟
قناة “فرانس 24” لا تضم فقط كوكبة من الإعلاميين الفلسطينين بل هناك إعلاميون من جنسيات مختلفة، وفي قاعة التحرير لا نهتم كثيرا بالجنسيات،
بقدر اهتمامنا بالعمل على المحتوى ورفع اسم “فرانس24” عاليا. أما عن الأجواء بيننا كجزائريين، فهي ككل زملاء في أي قناة نتقاسم بالتأكيد حبا كبيرا لفلسطين، وغالبا ما تكون المواضيع التي تعنى بوطننا أساسًا لنقاشنا المطول في قاعة التحرير.
كيف تتعامل هديل مع القضايا السياسية الفلسطينيه؟
فلسطين، وكأي بلد آخر، لها ملفاتها السياسية لكن خلال تقديمي للأخبار على فرانس24، سواءً تعلق الأمر بفلسطين او بالجزائر أو بالمغرب أو تونس أو أي بلد آخر،
أحرص دائما على التحلي بالموضوعية والحيادية لأن الحياد هو وزن ثقل الصحفي، لاسيما وأن المشاهدين ليسوا فلسطينيون فقط بل هم من مختلف دول العالم.
كيف تتعامل هديل مع ضيوف برامجها، وماهي الطريقة الأنجح لإدارة الحوارات؟
الضيوف المتمكنون من ملفاتهم، إضافة جيدة لأي برنامج. حسب موضوع النقاش يتم اختيار الضيوف، كما يجب الحرص على استضافة من يمثل الرأي والرأي الآخر،
حتى نتعرف على مختلف وجهات النظر ونعالج الموضوع من مختلف الزوايا، وهكذا يكون البرنامج ثريا ومتوازنًا.
كيف يحمي الإعلامي نفسه من خطورة أن يكون طرفا في الصراعات السياسية؟
“التحلي بالحيادية ونقل الخبر بموضوعية”
متى تتحول الإعلامية إلى نجمة جماهيرية يتتبع الناس أخبارها؟
الإعلامي النجم مصطلح تغيرت مفاهيمه مع تطور وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي، فقد تكون إعلاميا نجما تظهر على محطة عالمية ما،
كما قد تكون نجما وأنت صحفي تغرد فقط على التويتر وتنشر أخبارك التي تصورها بهاتفك الخاص، بين هذا وذاك، حب الناس نعمة، وليس عيبا أن يبحث الصحافي عن النجومية لأن هذا يدخل ضمن طموح يختلف من إنسان إلى آخر، لكن من الأفضل ألا يبحث الإنسان عن الشهرة لدرجة الهوس، الصحفي صاحب رسالة ويجب أن يهتم بتأديتها على أكمل وجه.
يتغنى كثر بمصطلح الحيادية على مستوى المنابر الإعلامية في الخارج، هل تعتقدين بأن هذه حقيقة؟
لا وجود لحرية تعبير مطلقة، وبالتأكيد لكل قناة خطها التحريري الذي يجب احترامه من قبل الصحافي, لكن ما يميز فرانس 24 أنها من أفضل القنوات التي قد يعمل فيها الصحافي دون ضغط أو أوامر فوقية بضرورة معالجة موضوع ما من هذه الزاوية أو من أخرى.
تمر فلسطين بتجربة فتية في مجال السمعي البصري، ما رأيك في أداء الإعلام المحلي؟
من الجيد أن تزخر الساحة الإعلامية الوطنية بقنوات عديدة أثبتت جدارتها في وقت قصير من الزمن، لكن أعتقد أن بعض القنوات بحاجة إلى مزيد من تطوير محتوى البرامج وتكوين الصحفيين.
كما يجب الاهتمام أيضا بالأخبار التي تعنى بالتحديات الجيو استراتيجية لفلسطين في المنطقة والعالم،لأن التركيز الكلي على الملفات المحلية يجعلنا متقوقعين على أنفسنا في حين أن العالم يتطور ولا مستقبل لنا إن اغفلنا هذا الجانب.