آراء حره

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

كتب د. وائل بدوى

شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 حدثًا مثيرًا تمثل في إعادة انتخاب دونالد ترامب، الذي أثار فوزه تساؤلات عديدة حول مستقبل السياسة الأمريكية وتأثيرها على المنطقة العربية. منذ انتخابه الأول في عام 2016، اتسمت سياساته تجاه الشرق الأوسط بالجدلية، مع تركيزه على تعزيز المصالح الاقتصادية والاستراتيجية للولايات المتحدة، وإعادة صياغة العلاقات مع حلفاء مثل إسرائيل والسعودية، فضلاً عن اتخاذ مواقف صارمة تجاه إيران. ومع تطورات الصراعات الإقليمية الحالية، مثل أزمة غزة وازدياد النفوذ الإيراني في المنطقة، تعود المنطقة العربية مجددًا إلى واجهة السياسة الخارجية الأمريكية، وسط توقعات بأن تتسم السنوات المقبلة بتحديات جديدة وفرص متباينة للعلاقات العربية-الأمريكية.

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية
مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية
السياسات الخارجية في 2016

عند انتخاب ترامب في عام 2016، أثارت وعوده الانتخابية بشأن الشرق الأوسط جدلًا واسعًا. ركزت إدارته على إعادةق صياغة العلاقات الأمريكية مع الحلفاء التقليديين في المنطقة، خاصة دول الخليج وإسرائيل، مع إهمال القضايا الإنسانية والديمقراطية. تضمنت أبرز سياساته في هذه الفترة:

• القضية الفلسطينية-الإسرائيلية: اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، مما أنهى عقودًا من التوازن النسبي في الموقف الأمريكي تجاه الصراع.
• إيران: انسحب ترامب من الاتفاق النووي في 2018، وفرض حملة “الضغط الأقصى” التي تضمنت عقوبات اقتصادية صارمة، ما زاد من التوتر الإقليمي.
• العلاقات مع الخليج: عزز التعاون الاقتصادي والعسكري مع السعودية والإمارات، وتجاهل قضايا حقوق الإنسان مثل مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مما أدى إلى تحسين العلاقات مع قادة الخليج مقابل انتقادات دولية.

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

السياسات المحتملة في 2024

في حال إعادة انتخابه عام 2024، قد يكرر ترامب بعض السياسات التي اتبعها في ولايته الأولى، لكن ضمن سياقات مختلفة:

• القضية الفلسطينية-الإسرائيلية: يتوقع أن تواصل الإدارة الجديدة دعمها لإسرائيل دون تقديم تنازلات للفلسطينيين. قد يؤدي ذلك إلى تصعيد الصراع خاصة في غزة والضفة الغربية، مع احتمال تقويض أي محاولات للعودة إلى مفاوضات حل الدولتين.
• إيران والخليج: من المرجح أن يعود ترامب إلى سياسات الضغط الأقصى ضد إيران، ما قد يؤدي إلى تصعيد النزاعات الإقليمية. على الجانب الآخر، قد تعزز علاقاته مع دول الخليج من خلال صفقات اقتصادية وعسكرية أكبر.
• الانسحاب العسكري: على غرار سياسته السابقة، قد يقلل ترامب الانخراط العسكري الأمريكي في المنطقة، مما يفتح المجال لقوى إقليمية مثل الصين وروسيا لزيادة نفوذها.

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

التأثير الإقليمي: الاستمرارية والتغير

• في 2016: ركزت إدارة ترامب على إعادة توجيه السياسة الأمريكية نحو المصالح الاقتصادية، مع تجاهل كبير للقضايا الإنسانية والديمقراطية. أدى ذلك إلى تعزيز العلاقات مع الحلفاء مثل السعودية وإسرائيل، لكنه أثار انتقادات بسبب تجاهله لحقوق الإنسان وتصعيد التوترات الإقليمية.
• في 2024: يمكن أن تؤدي إعادة انتخابه إلى استمرارية في هذه السياسات، لكن في سياق أكثر تعقيدًا بسبب تصاعد الصراعات في غزة ولبنان، وتزايد النفوذ الصيني والروسي في المنطقة.

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية
مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية
مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

مقارنة بين تأثير انتخاب ترامب في 2016 وإعادة انتخابه في 2024 على المنطقة العربية

في كلتا الفترتين، ركزت سياسات ترامب على المصالح الأمريكية المباشرة، مع تجاهل الجوانب الإنسانية والديمقراطية. ومع ذلك، فإن الظروف المتغيرة في 2024، بما في ذلك الأزمات المتصاعدة والصراعات المستمرة، قد تجعل تأثير هذه السياسات أكثر تعقيدًا وخطورة على استقرار المنطقة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى