حوارات

حوار خاص لشروق نيوز مع الإعلامية التونسية” ندي بن شعبان كيلاني”

حوار :محمود درويش

إعلامية متألقة تتمتع بالجمال والذكاء وتمتاز بالهدوء الشديد، حلمت منذ الصغر بأن تكون إعلامية ومذيعة، وقادتها الأقدار لتحقيق هذا الحلم بالعمل في التلفزيون التونسي فنجحت وحققت إطلالة إعلامية مميزة… إنها ندى بن شعبان، التي تحدثت في هذا الحوار عن رحلتها مع الإعلام من الهواية إلى الاحتراف… تابعوا معنا:

1- نريد أن نكتشف بدايتك في مجال الإعلام، كيف كانت أولى محطاتك في المجال، وهل كان حلمك ولوج مجال الإعلام و النجاح فيه منذ الصغر أم الموضوع جاء مصادفة؟

دخولي إلى مجال الإعلام جاء عن طريق الصدفة، حيث كان عن طريق مناظره لقناة الشباب عام 1994، وكان في السنة الأخيرة للبكالوريا، وكان قراري بخوض التجربة، واخترت وقتها معهد الصحافة وعلوم الأخبار وتزامن مع الدراسة الجامعية، والبداية كانت من قناة 21 قناة خاصة بالشباب، وتوالت بعدها البرامج عن طريق التليفزيون الأم “التليفزيون التونسي” وخضت تجربة الإعداد… والجميل أن دخولي الإعلام تزامن بالصدفة مع المناظرة في نفس الوقت. وكنت من الجيل المخضرم الذي تتلمذ علي يد كبار الإعلامين مثل المنشط المقدم التليفزيوني الكبير “نجيب الخطاب” أمير المنوعات المباشرة، في الوقت الذي لم يكن فيه منوعات مباشرة… كنا جيلا دخل الإعلام ووجد المدارس الإعلامية الكبيرة مثل نجيب خطاب، هالة الراكبي، ولطفي البحري… كنا محظوظين لأننا بدأنا وهم موجودون في مجال الإعلام. ومع الوقت تتطور البرامج والإعدادات التي لم تكن سهلة، والحمد لله حب الناس هو الذي شجعني، وهو دافعي الوحيد للاستمرار والنجاح.

2 – لماذا اخترت الإعلام دون غيره للعمل به ودراسته، وما الإضافة التي حققها لك، وهل كان له تأثير إيجابي على الجانب الإنساني؟

السؤال الثاني في نفس سياق السؤال الأول… كانت أجمل سنوات عمري لما كنت حاصلة حديثا على البكالوريا، وعندما تأتي فرصة للقيام بمناظرة وأنا في بداياتي… بالتأكيد حبي لهذا المجال هو الذي دفعني لخوض التجربة والمغامرة رغم صغر سني آنذاك، وكان هذا حلمي، أن أكون في مجال الصحافة والإعلام، والحمد لله تحقق وتُوِّج بحصولي على “الأستاذية” من معهد الصحافة وعلوم الأخبار تخصص “تلفزيون”، وهذا أثر إيجابيا في نجاح مسيرتي مع قناة الشباب… بالإضافة إلى أن الجانب الأكاديمي له دور مهم جدا، خصوصا في نوعية معينة من البرامج التي تعتمد على اختيار الضيف وكيفية طرح الأسئلة وطريقة إدارة الحوار… وهذا معيار يخلق الفارق بين الإعلامي المتمكن والهاوي… وأنا مدينه لأساتذتي في معهد الصحافة…
إضافة إلى الجانب الإنساني في مجال الإعلام، فالعمل الإعلامي هو جسر تواصل بين الإعلامي والمشاهد.

– باعتبارك أما وتقع على عاتقك مسؤولية الأمومة إلى جانب العمل وممارسة نشاطك اليومي، فهل وجدت المعادلة صعبة في أن تكونين أما جيدة وإعلامية مرموقة وربة منزل، إلى جانب الاهتمام الملحوظ بأناقتك وصحتك، كيف تستطيعين التوفيق بين كل هذه الأعمال دون تقصير في أي منها؟

هو سؤال وجيه جدا، هي معادلة صعبة أن تكون في مجال الإعلام والإعداد والتقديم، والتقديم عمل شاق جدا لأنك تكون صاحب الفكرة والمسؤول عنها… الرهان هو كيفية التوافق بين البيت والأولاد والعمل، والاهتمام بنفسك وأناقتك لأنه من متطلبات العمل الإعلامي، الأمر مرهق حدا بالنسبة لي… ولكن الجميل هو قدرتي على التوفيق بين العمل وحياتي الشخصية ضمن أسرتي الصغيرة (زوجي واولادي)، وكذا أسرتي الكبيرة المتمثلة في والداي أطال الله في عمرهما.

4- مَن مِن الإعلاميين في الوطن العربي وفي العالم تجدينه مثلا أعلى لك ومدرسة تتعلمين منها وترين نفسك فيها، وبمن تأثرت في بداية حياتك المهنية؟

كما ذكرت سابقا، وبحكم عملي في العديد من البرامج التي قمت بتقديمها، وهي برامج مختلفة، منها برامج الألعاب وبرامج ثقافية وفنية وحتى النشرة الجوية… كنت من أوائل مقدمي النشرة الجوية على التلفزيون الرسمي، وكانت تجربة مميزه جدا، وقد كنت موفقة جدا بوجود مدرسة إعلامية كبيرة في ذلك الوقت وهو المرحوم (نجيب الخطاب) ومدارس إعلامية أخرى مثل (هالة الركبي) والإعلامي الكبير (لطفي البحري)، وحبي لهذه البرامج المباشرة كان نابعا من حبي لهذه المدارس التي تعلمت منها إدارة البرامج التي تمتد لثلاث أو أربع ساعات دون ملل، بل بكل سعادة وفخر.

5- خلال فترة ليست بالطويلة استطعت الظهور أمام الجماهير التونسية من خلال التلفزة التونسية ببرنامج ليالينا، وكان برنامجا ناجحا استقطب شريحة عريضة من المشاهدين والمتابعين، كيف تمت صياغة هذا البرنامج ليخرج بتلك الصورة المشرفة، ومن هم القائمين عليه؟

برنامج ليالينا من أحب البرامج إلى قلبي، وكان يعرض في العام الماضي، وهو من إعدادي وتقديمي، وأنا صاحبة الفكرة بمشاركة الصحفية الإذاعية اللامعة (كريمة)، وبمساعدة الأستاذ العزيز الغالي، وهو مدرسة إعلامية بالنسبة لي (سفيان بن فرحان)، وهو غني عن التعريف في تونس وكان شرفا لي العمل معه، وهي مسؤولية كبيرة أن تقدم سهرات عربية كبيرة، وإن شاء الله تتواصل، وتعتبر هذه السهرات العربية لمسة وفاء لكل الدول العربية الشقيقة… أربع سهرات نالت استحسان المشاهدين في الوطن العربي لأنها بثت في اتحاد إذاعات الدول العربية، وكان لي شرف تقديم سهرة عيد الفطر مع الشقيقة دولة الجزائر.
وبالنسبة لي ليس من المهم كثرة الظهور الإعلامي… شخصيا عندما أظهر، أسعى لتحقيق الإضافة المنشودة للمشاهد بمبدإ (100 خطوة أفضل من قفزة)، ودائما أجد صعوبة في تقييم نفسي، لذلك أدرس خطواتي دائما.

6- نعلم أنك إعلامية جميلة وموهوبة وتملكين هذا الوجه الملائكي ولكن ماذا تخفين وراء هذا الوجه؟ ما هو وجهك الآخر؟

حتى أجيبك بطريقة جميلة كسؤالك، أقول أنك عندما ترى أنني أملك وجها ملائكيا فأنت ترى الروح من الداخل، أنا لست ملاكا… كل واحد منا لديه خصال وصفات تميزه، وأنا معروفة بعفويتي وأكون على طبيعتي، خاصة على الشاشة، أعمل على أكون حقيقية بالرغم من أن لكل مقام مقال، وكل نوعية برنامج تتطلب بروفايلا مختلفا تركز فيه أحيانا على الابتسامة وأحيانا على الجدية. وكل الأصدقاء المقربين مني يعرفونني جدية وكذلك مرِحة، يعرفون أنني (صاحبة ضحكة)…
ودائما النجاح مرتبط بالتصالح مع الذات، كلما كنت عفويا في مخاطبة الجمهور فإنه يشعر بصدق أدائك، فالجمهور العربي ذكي بامتياز ويكشف التصنع بسهولة… نلت والحمد الله حب الجمهور ولقبوني بـ(فراشة الشاشة)، وهذا يسعدني كثيرا.

7- كيف ترين تونس الآن بعد مرور أعوام من شرارة ثورات الربيع العربي، وهل استطاعت تونس تحقيق أهدافها وطموحاتها للمستقبل، وكيف ترين تونس بعد عشرين عاما من الآن؟

تونس ممكن أن تمرض، لكن لا تموت وتظل دائما شامخة وصامدة، تونس بلد صغيرة ولكنها مشهورة، تونس الأم الكبيرة، تونس الحب، تونس الوطن الغالي…

8- ما هو البرنامج الذي كان نقطة تحول في مسيرتك الإعلامية؟

البرنامج الذي كان نقطة تحول في مسيرتي، أول منوعة قمت بإعدادها عام 2006 “الليل زاهي”، وهي منوعة عربية بالبث المباشر، وكانت نقطة تحول في تجربتي مع الإعداد ونالت استحسان المشاهدين. في الحقيقة أفضل منوعتين هما، ( الليل زاهي) و(أنت عمري) وحصلت بهما على جائزة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وكان ذلك طفرة نوعية في مسيرتي من حيث الإعداد والتقديم، وكانت الجائزة حافزا لي كي أقدم الأفضل فيما بعد.

9- ماهي نصيحتك للشباب الخريجين الذين يرغبون في ولوج مجال الإعلام، وهل تدعمين الشباب في مجالك وتقدمين لهم من خبراتك المهنية التي اكتسبتِيها؟

نصيحتي لهم هو حب المهنة التي تستوجب الكثير من العطاء، وعدم السعي للشهرة فقط، الشهرة الحقيقية بالحضور والثقافة والكاريزما والعمل الجاد، لأننا في الوقت الحالي نرى متطفلين على الساحة الإعلامية، حت بعض البرامج جعلت من الحمقى مشاهير… هناك أسماء فرضت نفسها على الساحة الإعلامية ونجحت وتميزت وهناك اسماء أخرى دخيله… كل ما ينبع من القلب يصل لقلوب المشاهدين… وانطلاقا من الخبرة الكبيرة التي راكمتها خلال مشواري الإعلامي الحافل، أحاول دائما تقديم الدعم والتوجيه والنصح للشباب رغم أنني مازلت أتعلم…

10 – ماهي أصعب التحديات التي واجهتيها في بدايتك في مجال الإعلام، وما هي نصائحك لمن يريد خوض غماره وتجاوز صعوباته؟

أبرز ما يميز بداية الحياة المهنية هي الصعوبات والتحديات، لكن هذه الصعوبات يجب أن تكون دافعا إلى الأمام لتقديم الأفضل ولامتلاك بصمة مميزة، ويجب أن يكون العمل متقنا حتى ينال استحسان المشاهدين ويدخل قلوبهم بطريقة مقنعة، ولا يجب الاعتماد على التريند الذي يفقد العمل قيمته ومضمونه… الصعوبات موجودة في أي مجال، الأهم هو العمل على تخطيها والنظر إلى الأمام.

11- ماهي الدولة التي تحبين العمل بها خارج تونس، وما هو البرنامج الذي ترينه ناجحا و منتشرا عربيا وله صدى في الوطن العربي هذه الفترة؟

تونس والتليفزيون الأم هم اصحاب الفضل، أعطوني فرصة الظهور الإعلامي حتى قبل تخرجي من معهد الصحافة، أنا مدينه لوطني وللتلفزيون الأم… عُرِضت علي العديد من الفرص للعمل خارج تونس في بعض البلدان العربية، لكن خياري الوحيد كان التواجد في تونس. ربما يوما ما سأخوض التجربة على المستوى العربي.
انا بطبيعة عملي كصحفية وإعلامية أتابع الكثير من البرامج في الوطن العربي، ولعل أبرزها: صاحبة السعادة، هذا المساء، سهرانين، ومنوعة الفنانة أنغام…

12- ما هي طموحات وأحلام المرأة التونسية، والصعوبات والعراقيل التي تعترض تحقيقها؟

المرأة التونسية على المستوى العربي مشهورة بالكفاءة وتجدُّ دائما منذ القدم… أول طبيبة كانت تونسية… المرأة التونسية من النساء المثقفات والقادرات على تحقيق المعادلة الصعبة بين العمل والمنزل، المرأة التونسية هي (امرأة ونص) كما قال الشاعر ( ولد أحمد)… حتى في التعليم تجد المرأة التونسية في المقدمة، وفي الرياضة على سبيل لا الحصر نجد البطلة التونسية (أُنس جابر)… المرأة التونسية صاحبة عقل، وتعرف واجباتها وحقوقها، فلا خوف عليها ولا خوف على الوطن بوجود المرأة التونسية

 

13- ما هي هواياتك المفضلة؟

هواياتي عديدة ومتعددة كالموسيقى وكتابة الخواطر، أمتلك حسا موسيقيا وأحب كل ما هو جميل في الحياة، كل ما ينبض بالجمال أحبه وأعتبره هواية.

14- هل سبق لك زيارة مصر وكيف ترين التطورات التي تحدث في مصر الآن على الصعيد الاقتصادي والسياسي والإعلامي، وهل لك اصدقاء مصريون؟

(أم الدنيا)… لقد زرت مصر الكثير والكثير من المرات وأحب شعبها الكريم المضياف، ولدي العديد من الأصدقاء والزملاء هناك… أرى مصر تطورت كثيرا وهناك مشاريع ضخمة التي تنبئ بمستقبل باهر، وعمار يا مصر.

15- ماهي خططك المستقبلية وماهي أحلامك التي تودين تحقيقها على الجانب المهني والشخصي؟

حلمي ان أكون على مستوى محبة الناس وأن أكون عند حسن ظن المشاهدين، وتقديم أعمال تكون على المستوى الأفضل، وأتمنى تعزيز تجربتي على المستوى العربي، هذا هو الحلم، والحلم لا يتوقف، أتمنى أن أكون كما عاهدني المشاهدون، وأكون كما قال الشاعر محمود درويش (أثر الفراشة لا يزول…). أجمل شيء أن يكون لك أثر وبصمة في عملك وأولادك.

16- كلمه أخيرة من الإعلامية ندى بن شعبان…

أشكركم على هذا اللقاء، وكنت سعيدة جدا به… تحياتي لقراء منبركم الموقر في كل الوطن العربي، وأتمنى لكم المزيد من التألق والنجاح.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى