انتقال دونالد ترامب إلى الرئاسة: وعود اليوم الأول والسياسات المستقبلية
انتقال دونالد ترامب إلى الرئاسة: وعود اليوم الأول والسياسات المستقبلية
كتب د. وائل بدوى
مع أقل من شهر على حفل تنصيبه كرئيس الـ47 للولايات المتحدة، يدخل دونالد ترامب المرحلة النهائية من عملية انتقال السلطة. وقد تابعت شبكة CNN وعوده التي قدمها خلال حملته الانتخابية طوال العام، وخصوصاً تلك المتعلقة بالسياسات التي يعتزم تنفيذها في يومه الأول في المكتب البيضاوي، الموافق 20 يناير 2025.
وعود اليوم الأول
1.إغلاق الحدود الأمريكية-المكسيكية: تعهد ترامب بإغلاق الحدود كجزء من سياساته الصارمة تجاه الهجرة.
2.إطلاق أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة: وصف ترامب هذه الخطة بأنها تهدف لإزالة المهاجرين غير الشرعيين الذين يشكلون تهديداً للأمن القومي.
3.تسريع منح تصاريح الحفر والتكسير الهيدروليكي: في خطوة لدعم قطاع الطاقة المحلية، يخطط ترامب لتخفيف القيود المفروضة على هذه الصناعات.
4.إلغاء اللوائح البيئية: وعد ترامب بالتراجع عن سياسات البيئة التي أُقرّت خلال إدارة بايدن.
5.العفو عن المتهمين في أحداث اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021.
6.إصدار أمر تنفيذي يقطع التمويل الفيدرالي عن المدارس التي تدرّس ما وصفه بـ”نظرية العرق النقدي وجنون التوجهات الجنسية”.
7.إلغاء سياسات بايدن المتعلقة بالمركبات الكهربائية: تعهد ترامب بالتراجع عن سياسات تهدف لتشجيع استخدام السيارات الكهربائية.
8.فرض تعريفات جمركية على السلع المستوردة من المكسيك وكندا والصين: قال ترامب إن هذه الإجراءات تهدف لحماية الصناعة المحلية.
الاقتصاد
تتضمن خطط ترامب الاقتصادية ما يلي:
•تمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017 وجعلها دائمة.
•خفض ضرائب الشركات إلى 15% للشركات المصنعة داخل الولايات المتحدة.
•إلغاء ضرائب العمل الإضافي والإكراميات.
•وقف فرض الضرائب على مزايا الضمان الاجتماعي.
•إلغاء زيادة الضرائب التي فرضها بايدن.
•وضع حد أقصى مؤقت لأسعار الفائدة على بطاقات الائتمان بنسبة 10%.
التجارة
•تنفيذ قانون “ترامب للتجارة المتبادلة” لفرض تعريفات متساوية على الدول التي تفرض تعريفات على الولايات المتحدة.
•فرض تعريفات تصل إلى 25% على المنتجات القادمة من المكسيك وكندا ورفع التعريفات على المنتجات الصينية.
•العمل على إنهاء الاعتماد على السلع الأساسية المستوردة من الصين خلال أربع سنوات.
الهجرة
ركزت حملة ترامب على تشديد سياسات الهجرة:
•استخدام قانون “الأعداء الأجانب” لعام 1798 لترحيل أعضاء العصابات ومهربي المخدرات.
•إنشاء برنامج لتعويض ضحايا الجرائم التي يرتكبها المهاجرون.
•توظيف 10,000 وكيل جديد لدوريات الحدود وزيادة رواتبهم.
السياسات الاجتماعية والتعليم
•إغلاق وزارة التعليم وإعادة إدارة التعليم إلى الولايات.
•وقف التمويل للمدارس التي تُدرّس “نظرية العرق النقدي”.
•تقديم فصول دراسية مجانية عبر الإنترنت بتمويل من الأوقاف الجامعية الخاصة.
الرعاية الصحية
•استبدال قانون “أوباما كير” بخطة صحية جديدة.
•إلغاء سياسات بايدن المتعلقة بأسعار الأدوية.
السياسة الخارجية
•إنهاء الحرب في أوكرانيا “خلال يوم واحد”.
•إعادة فرض حظر السفر على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة.
•مواصلة الضغط على أعضاء حلف الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي.
الجريمة ومكافحة الكارتلات
تعهد دونالد ترامب بجعل مكافحة الجريمة والجماعات الإجرامية المنظمة على رأس أولوياته خلال فترته الرئاسية الثانية، بما في ذلك:
•التعامل مع كارتلات المخدرات: تعهد ترامب بفرض عقوبات صارمة على مهربي المخدرات والبشر، تصل إلى عقوبة الإعدام على الجرائم المرتبطة بالاتجار بالبشر.
•زيادة الاستثمار في الشرطة: وعد ترامب بزيادة الإنفاق على التدريب والتوظيف في صفوف الشرطة، وتعزيز الحصانة القانونية للضباط.
•تطبيق نظام “وقف وتفتيش”: أكد ترامب أنه سيشترط على وكالات تطبيق القانون التي تتلقى تمويلاً فيدرالياً استخدام أساليب “منطقية ومثبتة” مثل نظام “وقف وتفتيش”.
نظام العدالة
•تعهد ترامب بإصلاح شامل في نظام العدالة، بما في ذلك إقالة المدعين العامين الذين وصفهم بـ”الماركسيين المتطرفين”.
•وعد بتعيين قضاة محافظين يشبهون القضاة أنتونين سكاليا وكلارنس توماس.
•أعلن عن خطط لتشكيل فريق عمل لمراجعة القضايا التي يعتبرها “اضطهاداً غير عادل” من إدارة بايدن، بما في ذلك النظر في إصدار العفو عن المتهمين في أحداث 6 يناير.
الطاقة والبيئة
يركز ترامب على تعزيز قطاع الطاقة التقليدية من خلال:
•تسريع منح التصاريح: وعد بإلغاء التأخير في إصدار التصاريح للتنقيب والحفر.
•إلغاء القوانين المناهضة للوقود الأحفوري: وصف ترامب سياسات بايدن البيئية بأنها “تدمر” الاقتصاد الأمريكي وتعهد بإلغائها.
•تشجيع تعدين العملات الرقمية: أشار إلى رغبته في أن يكون تعدين العملات الرقمية “مستقبلاً يُدار في الولايات المتحدة” بدلاً من الاعتماد على بلدان أخرى.
السياسات المستقبلية المبتكرة
في خطوة غير تقليدية، طرح ترامب رؤية مستقبلية تتضمن:
•مدن الحرية: أعلن خططه لبناء 10 مدن جديدة في أراضٍ فيدرالية تُدار عبر أفضل العروض التنموية، بهدف دعم التصنيع وتوفير السكن بأسعار معقولة.
•السيارات الطائرة: تعهد بجعل الولايات المتحدة رائدة في مجال النقل الجوي للأفراد، مشيراً إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تغير قواعد التجارة وتوفر فرصاً جديدة للمناطق الريفية.
السياسات الثقافية والتعليمية
أكد ترامب رغبته في إعادة تشكيل المناهج التعليمية والقيم الثقافية في الولايات المتحدة من خلال:
•إحياء لجنة 1776: التي أنشأها خلال فترة رئاسته السابقة لتعزيز التعليم الوطني حول “القيم الأمريكية”.
•التصدي للمناهج التقدمية: وعد بإصدار أوامر تنفيذية لوقف التمويل عن المدارس التي تدرّس ما وصفه بـ”أيديولوجيات جنونية وغير مناسبة”.
التحديات والآفاق
بينما تسلط هذه الوعود الضوء على رؤية ترامب للفترة القادمة، فإنها تواجه تحديات كبيرة، أبرزها:
1.التحديات التشريعية: يعتمد تنفيذ العديد من هذه السياسات على موافقة الكونغرس، مما قد يؤدي إلى عرقلة كبيرة في ظل الانقسامات السياسية.
2.المعارضة الشعبية: ستواجه سياساته المتعلقة بالهجرة والبيئة معارضة قوية من جماعات حقوق الإنسان والنشطاء البيئيين.
3.العلاقات الدولية: يمكن أن تؤدي سياساته التجارية والاقتصادية إلى توترات جديدة مع شركاء الولايات المتحدة الدوليين.
ردود الأفعال على أجندة ترامب الرئاسية
تعكس أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لولايته الثانية حالة من الانقسام في ردود الأفعال داخل الولايات المتحدة وخارجها. فقد أثارت تصريحاته حول الهجرة، والبيئة، والتعليم، والسياسة الخارجية جدلاً واسعاً بين مؤيديه ومعارضيه.
دعم القاعدة الشعبية
يحظى ترامب بدعم قوي من قاعدته الشعبية التي ترى في وعوده استعادة لـ”القيم الأمريكية التقليدية”، ودعماً لاقتصاد البلاد، وحماية للحدود من الهجرة غير الشرعية. ويعتبر مؤيدوه أن:
•إغلاق الحدود وتعزيز الأمن الداخلي سيعيد الشعور بالأمان للمواطنين.
•سياسات الضرائب المخفضة ستسهم في انتعاش الاقتصاد وتوفير فرص العمل.
•إلغاء السياسات البيئية المتشددة سيقلل من أعباء الشركات ويعزز إنتاج الطاقة المحلية.
المعارضة والانتقادات
في المقابل، واجهت سياسات ترامب المقترحة انتقادات واسعة من:
•جماعات حقوق الإنسان: التي ترى أن سياسات الهجرة والتعامل مع المهاجرين، خاصةً فيما يتعلق ببرامج الترحيل الموسع، تنتهك حقوق الأفراد وتؤدي إلى أزمات إنسانية.
•النشطاء البيئيين: الذين يعارضون خطط ترامب للتراجع عن اللوائح البيئية، محذرين من تأثيرها السلبي على المناخ والصحة العامة.
•الاقتصاديين: الذين يشككون في جدوى التعريفات الجمركية المقترحة ويرون أنها قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف المنتجات للمستهلكين وإثارة حروب تجارية.
التحديات الدستورية والقانونية
تطرح بعض وعود ترامب تساؤلات حول دستوريتها وإمكانية تطبيقها، مثل:
•إغلاق وزارة التعليم: يُتوقع أن يواجه معارضة شديدة من الولايات والجماعات التعليمية.
•إصدار أوامر تنفيذية لوقف التمويل عن المدارس والجامعات: قد تُعتبر هذه السياسات تعدياً على الحقوق المكفولة دستورياً للولايات والمؤسسات التعليمية.
ردود الفعل الدولية
أثارت وعود ترامب، خاصة المتعلقة بالتجارة والعلاقات الدولية، قلقاً بين حلفاء الولايات المتحدة وشركائها التجاريين. ومن بين أبرز المخاوف:
•فرض تعريفات جمركية مرتفعة: يمكن أن يؤدي إلى توترات مع المكسيك وكندا والصين، ويُعرض التعاون الاقتصادي بين الدول للخطر.
•التوجهات تجاه الناتو وأوكرانيا: تصريحات ترامب التي تقلل من التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في الناتو أثارت مخاوف أوروبية من تراجع الدور الأمريكي في حماية الأمن الدولي.
التوقعات للفترة القادمة
مع اقتراب يوم التنصيب، تبدو فترة ولاية ترامب الثانية مرهونة بمدى نجاحه في تحويل وعوده إلى سياسات قابلة للتطبيق. من المتوقع أن تشهد البلاد:
1.معارك قانونية وتشريعية: إذ أن الكثير من سياساته ستواجه معارضة في الكونغرس والمحاكم.
2.تغييرات اقتصادية وسياسية كبيرة: خاصة في قطاعات الطاقة، والتعليم، والهجرة.
3.تصعيد في الاستقطاب السياسي: حيث أن أجندة ترامب تُعتبر محفزة لانقسام داخلي بين الجمهوريين والديمقراطيين.
رأى المحرر
تضع أجندة ترامب الرئاسية البلاد أمام مرحلة جديدة من التغيرات السياسية والاقتصادية. وبينما يرى البعض أنها تمثل استعادة للقوة الاقتصادية والسيادة الوطنية، يعتبرها الآخرون تهديداً للقيم الديمقراطية والحقوق المدنية. في النهاية، ستُحدد الأسابيع والشهور الأولى من ولايته الجديدة مدى قدرته على الوفاء بوعوده في ظل بيئة سياسية معقدة ومستقطبة.
مع استعداد دونالد ترامب لتولي منصبه كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية، تتوجه الأنظار إلى قدرته على تحقيق وعوده الطموحة. بين إصلاحات الهجرة، وتعزيز الاقتصاد، والتوجه نحو سياسات أكثر تشدداً في الداخل والخارج، يضع ترامب أجندة مثيرة للجدل ستشكل مستقبل البلاد وتترك أثراً على المشهدين السياسي والاقتصادي.
يواجه ترامب تحديات كبيرة لتحقيق هذه الوعود، خصوصاً في ظل الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة. ومع اقتراب يوم التنصيب،
ويبقى السؤال: هل سيتمكن ترامب من تحويل خططه إلى واقع وسط بيئة سياسية شديدة الاستقطاب؟ وإلى أي مدى سيتمكن من تحويل هذه الوعود إلى واقع ملموس؟