تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني: إنجاز حضاري جديد في المتحف المصري الكبير

تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني: إنجاز حضاري جديد في المتحف المصري الكبير
كتب د وائل بدوى
في لحظة تاريخية تعكس عظمة الحضارة المصرية القديمة، تعامدت أشعة الشمس صباح اليوم 21 فبراير على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل المتحف المصري الكبير، في حدث علمي وفلكي يجسد براعة الأجداد ونجاح الأحفاد في إعادة تحقيق واحدة من أعظم الظواهر الفلكية التي عرفتها مصر القديمة.
تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني: من أبو سمبل إلى المتحف المصري الكبير
يُعد تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني أحد أبرز الظواهر الفلكية التي أذهلت العلماء والباحثين لعقود. ومنذ آلاف السنين، تتكرر الظاهرة مرتين سنويًا في معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، حيث تتعامد أشعة الشمس يومي 22 فبراير و22 أكتوبر على وجه الملك داخل قدس الأقداس، في دقة هندسية مذهلة تعكس مدى تطور المصريين القدماء في علم الفلك والهندسة المعمارية.
وللمرة الأولى، نجح فريق من المهندسين والباحثين المصريين في إعادة إنتاج هذه الظاهرة داخل المتحف المصري الكبير، بعد عام كامل من الدراسات الفلكية والهندسية، ليتم اختيار المكان المناسب بحيث تتعامد الشمس على وجه التمثال بنفس الدقة التي تحدث في معبد أبو سمبل.
رسالة الأجداد تتجدد عبر الأجيال
ما بين الماضي والحاضر، يثبت المصريون قدرتهم على الحفاظ على إرثهم الحضاري، والاستفادة من علوم الأجداد لإبهار العالم مجددًا. فكما استطاع المصريون القدماء بناء معابدهم بدقة هندسية مبهرة، نجح الأحفاد اليوم في إعادة تنفيذ الظاهرة ذاتها في مكان جديد، مما يعزز من قيمة المتحف المصري الكبير كأحد أكبر وأهم المشروعات الثقافية والحضارية في العصر الحديث.
رمزية الحدث وأهميته العلمية
يُبرز هذا الحدث عدة جوانب حضارية وعلمية مهمة:
1.إثبات الدقة الفلكية والهندسية للحضارة المصرية القديمة، حيث تم التأكد من قدرة المصريين القدماء على تحديد حركة الشمس بدقة متناهية.
2.تعزيز السياحة الثقافية والعلمية في مصر، حيث يُتوقع أن يصبح تعامد الشمس على رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير حدثًا سنويًا يجذب الزوار والباحثين من جميع أنحاء العالم.
3.إبراز أهمية البحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة في دراسة الظواهر التاريخية وإعادة إنتاجها، مما يعزز فهمنا لتقنيات المصريين القدماء.
المستقبل بين يدي المصريين
يواصل المصريون تحقيق أحلام الأجداد بخطى ثابتة نحو المستقبل، حيث يعكس هذا الإنجاز رؤية مصر 2030 التي تركز على الاهتمام بالهوية الحضارية، وتنمية السياحة الثقافية، والاستفادة من العلوم الحديثة في إحياء التراث المصري.
وكما تعامدت الشمس على وجه رمسيس الثاني في المتحف المصري الكبير اليوم، ستتكرر الظاهرة غدًا 22 فبراير في معبد أبو سمبل، ليظل هذا الحدث شاهدًا على عبقرية المصريين القدماء وإبداع الأحفاد في الحفاظ على هذا الإرث العظيم.