غير مصنف
أخر الأخبار

خبير آثار يطالب بتوثيق مادة أحد التمائم المكتشفة بالكرنك مؤخرا

خبير آثار يطالب بتوثيق مادة أحد التمائم المكتشفة بالكرنك مؤخرا

كتبت: رباب حرش

استطاعت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK) بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي الكشف عن مجموعة من الحُلي يرجع تاريخها إلى بداية الأسرة السادسة والعشرين، وذلك أثناء أعمال الحفائر التى تجريها البعثة في القطاع الشمالي الغربي بمعابد الكرنك.
وفى ضوء ذلك أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية أن اللجنة العلمية بحملة الدفاع عن الحضارة المصرية قامت برصد أحد التمائم ضمن مكتشفات البعثة وهى تميمة تمثل تمثال ثلاثي للآلهة المصرية القديمة آمون وموت وخونسو والذى جاء ضمن الإعلان عن الكشف أن مادتها من الذهب
وأضاف الدكتور ريحان أن اللجنة العلمية تتشكك في مادة التمثال لما عرف في القطع الذهبية المصرية بريق الذهب الأصلى مثل مجموعة توت عنخ آمون وخلافه ولكن لون هذه التميمة أصفر ولذا يطالب بعرض التمثال على متخصصين لتوثيقه والتأكد من مادته هل هي من الذهب أم معدن آخر وتحديد عيار الذهب لو كانت بالفعل من الذهب، لافتًا إلى أن قيمة أي مكتشفات ليست في مادتها بل قيمتها التاريخية وما تضيفه من معلومات جديدة عن الحضارة المصرية القديمة وعرضت الحملة صورة التميمة على عدد من الخبراء المتخصصين في المسكوكات والعملات الذهبية وخبراء الترميم وخبراء الآثار المصرية القديمة والذين أجمعوا على أن مادة التميمة ليست من الذهب
وأشارت الدكتورة داليا عبد الله رئيس قسم الترميم الأولى للآثار العضوية بالمتحف المصري الكبير- استشارى حملة الدفاع عن الحضارة للترميم والصيانة إلى أن الأثر يقاس بقيمته التاريخية والأثرية ودلالته وقيمته المعلوماتية وبالطبع الخامة تعتبر قيمة مضافة له، مشيرة إلى أن مادة التميمة المكتشفة ليست من الذهب لكن الاحتمال الأكبر أنها سبيكة معدنية من النحاس الأصفر أو سبيكة من البيلون أى من الذهب والفضة ويتضح ذلك من لون المعدن وبريقه الذي لا يظهر من خلال الصورة وإن كان الأمر لا يجزم بالفحص الظاهري فقط ولكن يجب الفحص والتحليل للخامة باستخدام أجهزة الفحص العلمية الدقيقة والتي تعطي نتائج في ثوان معدودة
كما أشارت الدكتورة داليا عبد الله إلى ملاحظة أخرى على التميمة وهى حجم التشوه في مقايس التجسيد وتفاصيل الملامح مما يوحى أنها قطعة غير أصلية ولذا يجب الفحص والتقييم المباشر وليس من خلال صورة للتأكد من أثرية ومادة القطعة المكتشفة
ونوه الدكتور خلف فارس الطراونة أستاذ المسكوكات الإسلامية بجامعة مؤتة عميد كلية العلوم الاجتماعية جامعة مؤتة السابق – عميد معهد ماديا لفن الفسيفساء والترميم السابق إلى أن الأهمية الأولى في الاكتشاف هي للقيمة الأثرية والتاريخية وأن هذه التميمة ليس من الضروري أن تكون من الذهب عيار ٢٤ أو ١٨ أو ١٢ الأرجح هي ذهب عيار ٨ وهو الأقل نسبة بالنسبة للذهب والأقرب إلى اللون الأصفر وذلك من خلال خبرته في المسكوكات الذهبية وعيارها وهناك ضرورة عاجلة للفحص المخبري أو من خلال الجواهرجي لأنه بدون اللمس المباشر للقطعة صعب الحكم عليها
ولفت الأستاذ سامح مقار باحث في اللغة المصرية القديمة إلى أن هذه التميمة لا تتناسب دقتها أبدًا مع ما تعودناه من دقة في التماثيل المصرية القديمة، ويتشكك في أثريتها ولا يتوقع أن تكون من سبيكة من الذهب
وأشار سامح مقار إلى كيفية الكشف على عيار التمثال موضحًا أن كثافة الذهب ١٩.٣ جم/سم٣ ، أما كثافة النحاس فهي أقل من النصف ٨.٩٤ جم/سم٣، وكثافة البرونز فهي أقل أو مكافئة، فهي متغيرة طبقًا لمكونات السبيكة فهي تتراوح من ٧.٤ الى ٨.٩ جم/سم٣.
ومن ثم فإن الذهب أثقل مرتين من النحاس والبرونز، وللكشف عن طبيعة السبيكة دون خدش أو تجربة مواد كيميائية يقترح بناءً على تجربة سابقة على قطعة فرنسية
سيتم وزن التمثال (يحسب بالجرام) يليها حساب الحجم عن طريق وضع التمثال في دورق مياه مدرج موجود بمعامل الكيمياء وحساب مقدار الازاحة (يحسب بالسنتيمتر) ثم نحسب الكثافة عن طريق قسمة (الوزن/الحجم) جم/سم٣
وهنا سيظهر نوع السبيكة بطريقة فورية من كثافتها، ولديه الاستعداد للتعاون لعمل تقرير عن مادة التميمة المكتشفة حيث أن أنواع القيراط المستخدمة في مصر القديمة معروفة للجميع
وأشار الأستاذ طارق مسلم من المهتمين بالآثار المصرية القديمة إلى أن صورة التميمة لا توحى بأنها من الذهب بل من النحاس
وبناءً على تلك الآراء من خلال العرض الذى تقدمت به حملة الدفاع عن الحضارة المصرية على الخبراء يطالب الدكتور عبد الرحيم ريحان رئيس الحملة بضرورة توثيق أي كشف بشكل علمى قبل الإعلان عنه وضرورة توثيق هذه التميمة لتحديد مادتها وأثريتها

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى