طعم ثان لرمضان في القاهرة التاريخية…بين شارع المعز ومنطقة الحسين
كتبت :أمل مصطفي
اعتاد الماليزي الأربعيني عبد الشكور أحمد التجوّل مع أسرته في شارع المعز لدين الله الفاطمي، عقب صلاة التراويح في مسجد الحسين الشهير في قلب أحياء القاهرة التاريخية، وذلك منذ إقامته في العاصمة المصرية بعد تخرّجه من الأزهر الشريف قبل سنوات.
قد يعود تاريخ شارع المعز إلى عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (341-365هـ/ 953-975م)، الذي حكم مصر قبل أكثر من ألف سنة، ليكون أول الخلفاء الفاطميين للبلاد.
ويعد الشارع حاليًا، وفق وزارة السياحة والأثار المصرية، أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، فضلا عن كونه موقعا تراثيا فريدا أُدرِج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي عام 1979.
ويضم الشارع الممتد بين بابين من أسوار القاهرة القديمة (من باب الفتوح شمالا حتى باب زويلة جنوبا) مجموعة من أروع آثار العاصمة، يصل عددها إلى 29 أثرا تكشف عن سحر الشارع التاريخي الذي يختصر جمال مصر الإسلامية في الفترة من القرن العاشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي، التي تبدأ من العصر الفاطمي بمصر (358-567هـ/ 969-1171م) حتى عصر أسرة محمد علي (1220-1372هـ/ 1805-1953م).
وتتزين واجهات الشارع بأنوار رمضانية متلألئة، مع اصطفاف مميز لمحال الحرف اليدوية التقليدية والزخارف الجميلة على طول الشارع، بينما تنتشر على جنبات الشارع المقاهي ذات العبق التاريخي، التي تحاول جذب الجمهور بعروض فنية مميزة، مثل عرض التنورة.
وفي قلب شارع المعز، يقع “بيت السحيمي”، أشهر البيوت الثقافية التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية (حكومي)، الذي يقدم خلال رمضان الجاري أمسيات لفرق “صحبة سمسمية”، و”الموسيقى العربية”، و”قصر الغوري للتراث”، في حين يقدم “بيت الشعر” (جهة إبداعية رسمية) -الموجود بالقرب من بيت السحيمي- أمسية للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي (87 سنة) وندوات عن الشعر الصوفي في مصر.
قبل أن يواصل مناداته لجذب الزبائن، يقول سلطان الذي يعمل في مقهى تاريخي بالقرب من بيت السحيمي -للجزيرة نت- إن “العروض الفنية والثقافية منتشرة في الشارع، وهي تستقطب مزيدا من الناس إلى الشارع في رمضان، ومن ثمّ تزيد من مكاسبنا”.