الاصابع الخفية وراء المعارك الدائرة في السودان، واسباب التواجد المصري في السودان
بقلم : د. احمد ممدوح
لقد سقط ٥٦ مدنيا وأصيب ٥٩٥ آخرون في المعارك الدائرة في السودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).
ولقد تم الدعوة إلى وقف القتال، من الأمم المتحدة واشنطن وموسكو وباريس وروما والرياض والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وحتى رئيس الوزراء السوداني المدني السابق عبدالله حمدوك، لكنها لم تجد أي صدى.
وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه.
ولقد وجدت مصر نفسها في دائرة الصراع بعد سيطرة القوات على قاعدة مروي الإستراتيجية، واحتجاز عدد من الضباط والجنود المصريين الموجودين هناك ضمن تدريبات مشتركة مع الجيش السوداني، حيث توجد في القاعدة الجوية في مروي (شمالي السودان) تدريبات عسكرية ومناورات جوية مشتركة بين الجيشين السوداني والمصري، التي بدأت في مارس/آذار ٢٠٢١م، تحت اسم (نسور النيل ٢) وجرت بمشاركة مجموعات من القوات الجوية وقوات الصاعقة من البلدين.
ويجري التنسيق مع الجهات المعنية في السودان لضمان تأمين القوات المصرية” بالتزامن مع إجراء القاهرة اتصالات إقليمية ودولية مكثفة لاحتواء الأزمة.
ولقد ردت قوات الدعم السريع على صفحتها بموقع تويتر “رسالتنا لإخواننا المصريين: أولادكم في الحفظ والصون وفي مكان آمن، ومستعدون لتسليمهم للحكومة المصرية”، مشيرة إلى أن “الكتيبة المصرية لا تعدّ عدوا وسلمت نفسها دون مقاومة”.
وأكد حميدتي، قائد قوات الدعم السريع، أن الجنود المصريين في قاعدة مروي بأمان وأن قوات الدعم السريع مستعدة للتعاون مع مصر لتسهيل عودتهم.
ومما لا شك فيه ان توتر الأوضاع في السودان و انقسام الجيش من مصلحة الصهيونية والامبريالية العالمية، كي لا تستقر السوادن ولا تتحد مع مصر، فسياسة العدو فرق تسد.
ولقد اكد مدير المركز الإسكيندينافي الخليجي للدراسات عبد الجليل السعيد، حين غرد قائلا: “لا يريد الأمريكي والغرب لهذه المنطقة أن تستريح، شرعت السعودية بصنع السلام في اليمن وسوريا وغيرها من الدول. فحرك الأمريكان أدواتهم في السودان لصناعة فوضى جديدة وإدارة صراع طويل الأمد”.
كما اكد رئيس مركز ديمومة للدراسات والبحوث تركي القبلان، فقال إن “ما جرى في السودان الشقيق لم يكن محض صدفة، وقرار المواجهة بهذا الحجم لن يجروء على اتخاذه قائد قوات محلية في مواجهة جيش دولة وطني بقطاعاته الأربعة وبتاريخ يمتد لمئة عام، لولا موقع السودان الجيوسياسي المؤثر في بيئة البحر الأحمر، مما يؤشر إلى دور للقوى الخارجية التي يهمها أن تكون البحار والمضائق تحت سيطرتها الاستراتيجية في إطار صراع لعبة الأمم” ؛ واتفق معه المفكر العربي تاج السر عثمان، حين غرد قائلا: “ما يحدث في السودان جزء لايتجزأ من صراع محاور إقليمية تستهدف بالأساس تفتيت السودان أرضا وشعبا خدمة للمصالح الدولية”.
كما وضح السياسي الفلسطيني فايز أبو شمالة، حين كتب: “الحرب في السودان بين البرهان، الذي استقبل إيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم، واتفق معه على بيع السودان لإسرائيل، وبين نائبه حميدتي، الذي استلم من جهاز الموساد الإسرائيلي قبل عدة أشهر شحنه تجسس، أعطته القوة والتفوق. فالشعب السوداني ضحية عميلين لجهاز الموساد الإسرائيلي”.