أعيدوا لنا الأهلي .. لتعود لنا الحياة .
بقلم / محموددرويش
الثامنة مساءًا بتوقيت الدار البيضاء .. العاشرة مساءًا بتوقيت أم الدنيا .. لقاء الكَـبيرين ، رجاء كازابلانكا و الأهلي القاهري
ستتسارع خطوات البعض في الشوارع ، الهواتف ستضّج بالرنين ، لتسمع معها جملة (إنت فين؟!) .. (أحجز معاك قداّم)
تتراص الكراسي .. يجلس الجميع .. تمّر العملات الورقية فوق الرؤوس نحو شخص واحد هو صاحب المكان .. تبدأ النِقاشات .. ومعها الترقب والقلق .. ثم هدوء .. يأتي صوت (هِشام الخلصي أو مهند الجالي ) موزعّاً الأسئلة للمُحلليّن .. يستمع الجميع لتحليل الخبراء .. لمن إختارهُم مُدربهّم لتحقيق آمالهم الليلة .. يعترض البعض ويُثني البعض على حُسن الإختيار ويتحسّر آخرون عن غائب أو مُصاب .. يأتي إعلان بيبسي وأورنچ وبعض الإعلانات الأخرى .. تدوي التصفيقات حين يُذكر إسم المُعلّق ويُصادف هوى بعضهُم وخصوصًا إذا كان (عصام الشوالي أو رؤوف خليف )
يرتفع الأدرينالين داخل الأوردة ويبلُغ الحماس أقصاه حين يدخُل الفريقين أرض الملعب .. تدوي السماعّات في الأرجاء بلحن (دوري أبطال أفريقيا) .. لينتصب شعر الجِسم إحترامًا لقيمة الحدث
بعدها .. لا شئ كـ سابقه .. حيث ينسى الجميع من هُم ، من أين أتوا ، ماذا يُحزنهُم ، فيما يفكرّون ، يستمعون بشغف لمعلومات (الشوالي) ويرقص القلب طربًا حين يقول (كي جولاثو) ، سينسوا معنى العرضية في وجود رؤوف خليف فهم تعلموها هكذا (يوزّع) ، لا شئ يوازي عندهُم مِثل تلك المباريات ، لأن لها مُتعة خاصة
ومع إنتهاء اللقاء .. والعودة للمنزل .. يا لحظ الفائز .. سيتذكر وقتها أن لهُ زوجة ، أو حبيبة ، ثم يبدأ فاصل الأعذار والإرضاء ، لكن في داخله يبتسم بخبث ، ويتمني لو يقول لها : يا ليتكُي عرفتي ماذا يعني أن تكون مع الرفاق لمُشاهدة مثل تلك المباريات ، متجردّاً من كُل أفكارك الأخرى .
في النهاية ؛ أعيدوا لنا الأهلي .. لتعود لنا الحياة .